وقعت وزارة التربية ومنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو اليوم اتفاقاً حول إنشاء مركز إقليمي للرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة في الدول العربية في سورية بوصفه مركزاً من الفئة الثانية يعمل تحت رعاية اليونسكو.
ويهدف المركز الى بناء القدرات الوطنية والإقليمية في مجال الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، وتعزيز التعاون وتدعيم الشبكات لنقل المعارف الخاصة بالرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة والمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة الانمائية للألفية وأهداف التعليم للجميع الواردة في إطار عمل داكار بحلول عام 2015 اضافة الى تدريب كبار المسؤولين في وزارة التربية وغيرها من الوزارات والوكالات ذات الصلة بالرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة في المنطقة ولاسيما وزارات الصحة والرعاية الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع الأهلي على عمليات رسم السياسات بطرائق تتيح توفير دورات تدريبية أثناء العمل.
وتتمثل مهام المركز في تيسير الوعي داخل وزارات التربية في المنطقة بشأن المسائل الأساسية المتعلقة بتنمية الرعاية والتربية في الطفولة المبكرة والتي تتسم بالأولوية بالنسبة الى بلدان المنطقة وتدريب المدربين بهدف الارتقاء بقدرات القوى العاملة في مجال الرعاية والتربية في هذه المرحلة مع إيلاء اهتمام خاص على سبيل الأولوية خلال السنتين أو السنوات الثلاث المقبلة بالمعلمين المختصين في التعليم قبل الابتدائي.
كما تتمثل مهام المركز في تيسير الانتفاع بمعلومات مهنية تقنية باللغة العربية تتعلق بقضايا إعداد السياسات التربوية، والارتقاء بقدرات القوى العاملة في بلدان أخرى من المنطقة فيما يخص الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة إضافة إلى تدريب القوى العاملة المهنية والأكاديمية الإقليمية المعنية بالرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة على البحوث التطبيقية من خلال تقصي الحقائق والقيام بأنشطة تحليلية مع التركيز على الاحتياجات الخاصة لبلدان المنطقة العربية.
ووقع الاتفاق عن الجانب السوري الدكتور علي سعد وزير التربية وعن منظمة اليونسكو السيدة ايرينا بوكوفا المدير العام للمنظمة.
وعلى هامش التوقيع أوضح وزير التربية أن الاتفاق يأتي ترسيخاً للعلاقات المتميزة بين الوزارة واليونسكو وإيماناً من قبل الجانبين بأهمية الطفولة المبكرة ودورها في التأسيس لنظام تربوي متين مبيناً أن الاتفاق يسمح بتقديم خدمات نوعية وإعداد أطر في مجال تنمية الطفولة المبكرة ليس على المستوى الوطني فحسب وإنما على مستوى المنطقة العربية لافتاً إلى دور المنظمة ومساهمتها الفعالة في تقديم المزيد من المعونات بشكلها المادي والتقني والفني مؤكداً أهمية الاستفادة من خبرات جميع الدول الأعضاء في المنظمة.
وأشار الوزير سعد إلى أن الاتفاق ليس في مجال بناء قدرات الأطر المنوط العمل بها في مجال الطفولة المبكرة فحسب وانما في صناعة مستقبل أفضل لاهتمام أكبر بعد أن أصبحت الحاجة ملحة في وطننا العربي لهذه المرحلة المبكرة للأطفال.
وقال وزير التربية إنه من المقرر أن يدشن المركز على المستوى الرسمي في مؤتمر كبير حول الطفولة المبكرة تعد له سورية بالتعاون مع المنظمة على مستوى الوطن العربي لافتاً إلى أن المركز يعمل حاليا بقدرات وخبرات جيدة بالتعاون مع المنظمة.
وأشار إلى ضرورة متابعة المنظمة للقرارات ذات الصلة بالمؤسسات الثقافية والتعليمية في الجولان السوري المحتل والأراضي العربية المحتلة وما تتعرض له من تدمير.
وبين الدكتور سعد أن المؤتمر العام لليونسكو في دورته الخامسة والثلاثين قرر اعتماد مركز تنمية الطفولة المبكرة التابع لوزارة التربية في سورية مركزاً إقليمياً يعمل تحت رعاية اليونسكو بعد أن قامت الوزارة بالتعاون مع مكتب اليونسكو في بيروت بتجهيزه بكل المستلزمات من قاعات للتدريب والأبحاث والدراسات وروضات الأطفال والقاعات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وتجهيز جميع أقسامه الإدارية والفنية.
بدورها أشارت المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة إلى خبرة الوزارة وتجربتها المتميزة ولاسيما في مجال الطفولة المبكرة وما تتمتع به من أطر غنية في هذا المجال.
وأكدت أن توقيع الاتفاق الحالي يأتي تتويجا للتعاون المثمر والبناء بين وزارة التربية والمنظمة ولاسيما في مجال تطوير المناهج وتدريب المعلمين والاهتمام بالجودة والتي ستسهم في التوصل الى نظام تربوي يلبي احتياجات سورية والمنطقة من خبرات ومعارف ورؤى جديدة وتواجه التحديات التي تعترض الأنظمة التربوية.
ولفتت إلى ان الاتفاق يأتي متزامنا مع مؤتمر سيعقد في موسكو حول سياسة المنظمة في مجال الطفولة المبكرة مشيرة إلى مشاركة سورية الفعالة ومساهماتها المستمرة في المؤتمرات العامة لليونسكو وخاصة في أعمال المجلس التنفيذي للمنظمة الذي أنتخبت سورية هذا العام عضوا فيه. وقالت مدير اليونسكو.. زيارتي إلى سورية بعد خمسة اشهر من تولي مهامي كمديرة للمنظمة تدل على مدى اهتمامي واعتزازي بسورية المنفتحة على كافة المجالات والغنية بحضارتها وثقافتها وتراثها مشيرة الى دورة اللجنة الوطنية السورية لليونسكو في التواصل ما بين الأكاديميين والوزارات ذات الصلة.
وأكدت المدير العام لليونسكو استمرار المنظمة في دعم طلاب الجولان السوري المحتل وتقديم المنح والمساعدات لهم.
حضر التوقيع عبد المنعم عثمان المدير الإقليمي لمنظمة اليونسكو والدكتور غسان نصير سفير سورية الدائم لدى منظمة اليونسكو ومعاونو وزير التربية وأمين اللجنة الوطنية وعدد من مديري الادارة المركزية في الوزارة