خبر / مقالة

كلمة السيد وزير التربية بمناسبة عيد المعلم العربي

وجه الدكتور هزوان الوز وزير التربية بمناسبة عيد المعلم العربي كلمة إلى الزميلات والزملاء جاء فيها

في كل عام نحتفل بمناسبة عيد المعلم تعظيماً وتكريماً لرجل حسبه من التكريم لقبه ((المعلم العربي)) الذي استحقه بجهده وتعبه وإخلاصه ونبل عمله وأثره في المجتمع والإنسان.

مع المعلم يكون لقاء الأجيال الأول بالمعرفة المنظمّة، اللقاء الذي يعطي الإنسان الأحقية في حمل الأمانة، حمل المعلم راية التعليم جيلاً إثر جيل وتحمّل في سبيل ذلك التعب والإجهاد والقلة ومصاعب الحياة، وتعّرض أيضاً للموت فعاش في قلوب الأبناء قبل أن يحيا في عقولهم ليصنع منهم لبنات يعلي بها بنيان الوطن.

نكرّم في المعلم حبه للعلم ونشره بين تلامذته، نكرم فيه التضحية والبذل والإخلاص ونكران الذات، نكرّم فيه حب الوطن والانتماء إليه، ونعرف جميعاً أنّ المعلم وعلى مدى تاريخ الوطن لم يقف بنضاله عند حدود المدرسة وبين التلاميذ فحسب، فلقد كان المعلم رسول المعرفة ورائد التغيير المجتمعي، حمل مسؤولية الحرف في رأسه وحبّ الوطن في قلبه، وراح يمزّق حلكة ليالي الجهل ويضيء قناديل المعرفة في ربوع الوطن بيتاً بيتاً للارتقاء بالوطن والإنسان.

وما احترام المعلم وإجلاله بجديد علينا إلا أن عيد المعلم في هذا العام يكتسي أهمية خاصة لأن الوطن يشهد حرباً يشنها القتلة والظلاميون دعاة الجهل والتجهيل أعداء العلم والمعرفة، ويقف المعلم مناضلاً مدافعاً عن مدرسته عن طلابه عن الكتاب والمقعد، عن العلم والتعليم وعن " بلاد العرب أوطاني ". حيث استشهد (179) من زميلاتنا وزملائنا ليبقى الوطن حياً، فأبقاهم الوطن أحياء في ضمائر كل أبناءه.

ولا ننسى في هذه المناسبة أطفالنا الشهداء، طلابنا الذين طالهم غدر العصابات المسلحة وإجرامها فسقطوا شهداء على أرض الوطن. كان أهلهم يرسمون صورة أخرى لأبنائهم، وكنا نحن ننتظرهم في ميادين المجتمع ولم يخطر ببالنا أنّ أزلام الجهالة والظلام يتربصون بهم شراً، لأنهم لا يبصرون نور العلم ولم تعتد أنوفهم على شمّ أريج المعرفة.

سقط أبناؤنا شهداء بنار الجهلة والأشرار وأسيادهم من العربان ومن غير العربان، ويداً بيد مع معلميهم رفعوا راية الحق والنور، وكتبوا معانيٍ جديدة عن الشهادة والشهداء، وأعطوا مفهوم الدفاع عن الوطن بعداً جديداً، يبدأ من الخندق الأول في مقعد الدراسة ليصل إلى تخوم البلاد.

لا البيان و لا غير البيان بقادر على أن يفيكم حقكم، إن هي إلا كلمة، واثقون بكم دائماً، محبّين لكم يا من تصنعون الحياة، وكلّنا ثقة بأن قادمات الأيام على كواهلكم. فالوطن ينتظر دمكم لتخضّر تربته ويشيع الحب والأمان بين أبنائه.

ينتظركم الوطن لتعيدوا الطمأنينة والاستقرار إلى نفوس أبنائنا الطلبة، إلى أفراد أمتنا، ننتظر أن تقتلعوا جذور الحقد الذي زرعه القتلة في النفوس وتزرعوا بذور الحبّ وتعيدوا اللحمة بين أبناء الوطن، نريد منكم الصف الواحد في مدارسنا لنكون صفاً واحداً في مجتمعنا، وقفتم في وجه الجهل والتخلف والرجعية والاستعمار، وكما ناضلتم مع أبناء وطننا وأفشلتم المؤامرة وانتصرتم على القتلة والمتآمرين فإنكم ستتابعون النضال وتربون أبناءكم في مدارسكم، لتبقى راية العلم مرفوعة وراية الوطن خفاقة دليل عزتنا وسيادتنا، وليس هناك من هو أجدر منكم بحمل هذه المسؤولية.

مبارك عليكم وعلينا وعلى الوطن

عيدكم " عيد المعلم العربي"

متمنين لكم دوام التوفيق والعطاء