خبر / مقالة

وزير يُعلن سابقة تصالح ” إستراتيجيّة” بين أهم قطاعين في سورية و مصافحة مع المواطن..

الخبير السوري جريدة الكترونية اقتصادية منوعة
ناظم عيد – خاص – الخبير السوري:
كانت سابقة في التصالح ما بين قطبي العملية التعليمية في سورية، التربية والتعليم العالي، سجّلها وزير التربية عماد العزب، بدأها نهجاً واضحاً ارتسم على مقدمات ونتائج العام الدراسي، رغم أنه لم يتول حقيبة هذه الوزارة الصعبة منذ بداية العام، إلّا أنه أفلح في تحقيق مقدمات حقيقية للانعطاف بأداء “التربية” و إعادة تصويب الكثير من المسارات المرتبكة فيها، ليبدو واضحاً أن المسألة ليست “أحجية” بل حذاقة إدارية والأهم الأداء النظيف البعيد كل البعد عن منعرجات ما لا نحب لوزارة ” كل أسرة وكل بيت في هذا البلد”.
السابقة كانت في الأداء، وكانت أكثر وضوحاً في طروحات هذا الرجل الذي صوّب عنايته نحو إعادة الترتيب – الجذريّة على ما يبدو – لمجمل العمليّة التعليمية في شقيها التربوي والجامعي، و من الواضح أن لديه مشروعه الإصلاحي العميق لهذا القطاع بالغ الأهمية بشقية، و علينا أن نتخيل ماذا يعني إصلاح التشوّهات العميقة التي اعترت المسألة التعليمية في بلدنا ولا سيما في المضمار ما قبل الجامعي، دون أن يعني ذلك أن مرحلة التعليم العالي خالية من المشكلات البنيوية العميقة.
ففي حديث كان بمناسبة لقاء رئيس مجلس الوزراء برؤساء الجامعات الحكومية، قدّم وزير التربية طرحاً مختلفاً وجديداً، بما انطوى عليه من نبرة إصلاحية و تصالحيّة شمولية، والأهم ما تضمنه من بعد وطني يؤسس لمخرجات عالية باحترافيتها وانتمائها..
” تقارب المناهج التربوية والتعليمية بحيث يمكن تطبيقها على ارض الواقع مع ما يتناسب مع رؤية الدولة في التنمية”…” الموائمة بين مضمون المناهج وسوق العمل لما تحتاجه عملية التنمية”…” الاهتمام بالمخرج التعليمي الذي يساهم في بناء الوطن فالاهتمام بالمخرج يعني خدمة الوطن بالدرجة الأولى”….
هي عبارات مقتطفة من إشارات بالغة الأهمية تطرّق إليها الوزير العزب، بنفحة تؤكد أن الرجل يسعى نحو إطار تكاملي بين التربية والتعليم العالي، وسينهي حقبة تقاذف الاتهامات بين وزارتين وكأنهما جهازي جمارك متنازعين في دولتين متجاورتين..؟؟!!
هذا في البعد التطبيقي الأكاديمي وقرائن ثقة هي مرتكزات حقيقية للتفاؤل..لكن في البعد الشعبي فثمة نتائج هامة على مستوى استعادة الثقة بقطاع التربوية، و إرساء لجرعة رضا سرت بهدوء في بيوت السوريين، فالجميع خرج راضياً لهامش “العدالة” الذي لا يلفظه إلا هواة الارتكاب ..ومكافحة هؤلاء كانت جزءاً هاماً من مساعي الوزير العزب، الذي كان لأدائه من اسمه نصيب.
هي مرتكزات تفاؤل علينا أن نلوذ به في هذا الموسم و “الصفحة الجديدة” التي تم فتحها في إدارة تنشئة الجيل السوري وكوادر مستقبل سورية، خصوصاً و أننا نعكف حالياً على إعداد ما يلزم لـ ” سورية ما بعد الحرب”..ولعل وزير التربية يدرك أننا بأمس الحاجة للمخرجات القادرة على النهوض بهذا المشروع الوطني المتكامل والكبير.