خبر / مقالة

كلمة وزير التربية الدكتور هزوان الوز بمناسبة بدء العام الدراسي 2014-2015م

 

عامٌ دراسيٌّ جديدٌ


عامٌ دراسيٌّ جديدٌ في لجّة حربٍ مجنونةٍ ومسعورة على الوطن، على أرض باركتها السماء، وحفظتها من أيّ أذى مهما ادلّهمَ، ومهما تغوّل، ومهما طغى واستكبر.. أرض قدّمت للإنسانية أوّل أبجدية في التاريخ.. الأبجدية التي أحدثت تحوّلاً نوعياً في وعي الإنسان بنفسه وبأسئلته الكبرى في الحياة والوجود.
عامٌ دراسيٌّ جديدٌ وسوريّة أشدّ مضاء وعزماً على مواجهة ثقافة الدمّ، والدمار، والظلام، وأكثر ثقة بقيامتها إلى الحياة، وأقوى صلابةً في تأكيد انتمائها لتاريخها، وهويّتها، وذاكرتها المفعمة أبداً في الانتصار على قوى الشرّ التي أرادت، وتريد بها، المضيَّ إلى جهات تأبّتْ عليها طوال تاريخها، وإرادات استذأبت في جعل الآخر المختلف معها رقيقاً في ممالكها الزيف، وإماراتها الوهم.
عامٌ دراسيّ جديد نؤكّد في بدايته، كما سنؤكّد خلاله، قدرتنا في القطاع التربويّ على الوفاء بالتزاماتنا أمام أبناء وطننا، وعلى مشاركتنا جيشنا في مقاومة التحديات التي تربّصت بنا جميعاً، والتي أمعنتْ في محاولات تدمير إرادتنا، بل إراداتنا الشمّاء، في تعزيز انتمائنا إلى تاريخنا، بشراً وحجراً وقيماً وهويّة، وفي تضميد هذا الجرح الغاشم والنازف منذ ما يزيد على ثلاث سنوات.
عامٌ دراسيّ جديد وروحُ الفريق الواحد تجمعنا معاً لنتابع مسيرتنا التربوية والتعليمية أفضلَ ممّا أنجزنا فيما سبق من عُمر هذا الجرح، وأصلبَ عوداً في التكيّف مع المواقف الطارئة، وأكثر وعياً بضرورة بناء الإنسان الإنسان، الإنسان المنتمي إلى وطنه، والمؤمن به، والباني له، والصامد في مواجهة أعدائه، والمعاند في الدفاع عنه.
عامٌ دراسيّ جديد ونحن نمضي إلى الغد يحدونا يقينٌ لا يهرمُ، وإرادةٌ لا تنهزمُ، وعزيمةٌ لا تلينُ، وكلّنا ثقةٌ بكفاءة زملائنا، مدرسين ومعلمين وإداريين، ووعيهم في ترسيخ ثقافة الضوء في مواجهة ثقافة الظلام، وفي تعزيز ثقافة الانتماء إلى الوطن في مواجهة ثقافة الاستتباع للآخر.. الآخر الممعن في ضلاله العالميّ الجديد، وفي أوهامه المتجددة بأنّ النسرَ العربيّ السوريّ لا بدّ من أن يضنيه التحليق في سماء الكرامة، والمجد، والإباء، فيهوي إلى أرض الخنوع، والتبعية، والامتثال لإرادة القوّة، لا إرادة الحقّ.
عامٌ دراسيّ جديد ونحن نمضي معاً في تثمير عملنا التربويّ والتعليمي، ونؤدي رسالتنا كما يليق بوطننا، وننجز وفاءنا للقيمة التي ارتضيناها لأنفسنا، قيمة بناء الوطن والإنسان في مجمل أشكال أدائنا على الجبهات كافة، ولاسيما تعزيز الثقة لدى معلمينا ومدرسينا وإدرايينا، على امتداد الجغرافية السورية، أنهم بناة بحقّ، وجنود بحقّ، ورجال دفاع وطنيّ بحقّ.
عامٌ دراسيّ جديد سنتابع فيه غرس قيم الحق والخير والجمال في نفوس أبنائنا، وقبل ذلك ودائماً غرسَ مقوّمات الصمود في وجه غيلان الدم، والدمار، والظلام، واستعدادنا دائماً لخلق البدائل من أيّ معوّقات يمكن أن تعترض مسيرتنا، بل مسيرة سوريتنا التي لا بد ستنتصر على كلّ ما يتهدّدها، إنساناً وتاريخاً وبنى مادية، لتكون هامشاً في صفحات التاريخ بدلاً من أن تكون متناً كما كانت منذ كان الإنسان.


وزير التربية
الدكتور هزوان الوز