خلال لقائه المشاركين في الورشة الوطنية المركزية حول الدعم النفسي للأطفال في الأزمات؛ أكد الدكتور هزوان الوز وزير التربية أهمية إقامة مثل هذه الدورات في ظل ما يشهده بلدنا من تحديات تهدد بنية المجتمع بأكمله ولاسيما بنيته التربوية، من خلال مظاهر العنف الذي تمارسه المجموعات الإرهابية على القطاع التعليمي، وقصف سعادة الأطفال وعقولهم في مدارسهم، حيث استهدفوا مؤخراً مجمع بدر الدين الحسيني الشرعي، فرسموا للأطفال صوراً بلون الدم الذي سفكوه، ورتلوا آيات الحقد والكفر والإجرام، لا آيات الله في كتابه الكريم، وما سببه هذا الواقع من آثار نفسية واجتماعية عديدة، تفاوتت بشدتها مابين الصدمة إلى الاضطرابات العارضة البسيطة والشديدة وما بعد الأزمة، موضحاً أهمية العلاقة التشاركية مع منظمة طلائع البعث والوزارات المعنية في ظل هذا الواقع بعد أن أثبتت فاعليتها، وأينعت ثمارها، الأمر الذي يتطلب بذل المزيد من الجهد، والعمل لحماية أطفالنا من خلال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وممارسة المزيد من الأنشطة، وتفريغ الطاقات، ولاسيما بعد أن أثبتت سورية للعالم أجمع أن إرادة الحياة لديها أكبر من أي تحد أو إرهاب.
وأضاف إن الوزارة ومديرياتها في المحافظات، وأطرها الإدارية والتربوية في مدارسها تعمل على تخفيف آثار الأزمة للقاطنين في مدارس الإيواء بتكليف الإرشاد النفسي والاجتماعي القيام بدوره، وتنظيم أنشطة متنوعة /رياضية، فنية، موسيقية.... /، لافتاً إلى تشكيل فريق مركزي في الوزارة بالتعاون مع اليونيسيف حول مشروع بناء القدرات في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في سورية؛ بهدف تعزيز خدمات الصحة العقلية والنفسية في سورية، حيث تم التدريب لمدة عام ونصف، موضحاً آفاق التعاون مع الجهات والمنظمات المعنية في هذا المجال؛ حيث قام المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة بدورات لإعداد فريق تدريبي مركزي ليقوم بدوره في تشكيل فريق محلي في كل محافظة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والإسعاف النفسي الأولي للأطفال وأسرهم، في حين تم التعاون مع اليونيسيف والجهات المحلية ومنظمة الهلال الأحمر في جمع معلومات عن أوضاع الأطفال في سورية؛ لإعداد الدراسات الوطنية والتقارير المعنية بالطفولة، فضلاً عن التعاون مع الأمانة السورية للتنمية /مسار/ضمن نشاط /أنا قادر/ الذي طبق في /68/ مدرسة من مدارس التعليم الأساسي، بهدف تفعيل دور المرشد في تقديم الدعم النفسي للأطفال، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من الدورات والورشات في مجال الدعم النفسي والتعلم النشط والتعلم العلاجي للمدرسين والمرشدين الاجتماعيين والأطر العاملة في الوزارة وذلك بالتعاون مع المجلس الدانماركي للاجئين، ومنظمة إسعاف أولي الفرنسية.
وبشأن الفعاليات والدورات التي أقامتها الوزارة في معظم مدارسها حول إدارة الأزمات أوضح وزير التربية أنه تم تشكيل فريق لإدارة الأزمات، واللقاء مع المعلمين والإداريين لأساليب التعامل مع ردود أفعال الأطفال والمراهقين في ظل هذه الظروف، وإقامة فعاليات وندوات ودورات حول الاضطرابات النفسية، والدعم النفسي، والمشكلات السلوكية التي ظهرت، وكيفية التعامل معها....وتعميم نشرات إرشادية عديدة وملف الكتروني لتزويد المرشدين النفسيين والاجتماعيين بالمراجع الهامة لزيادة خبراتهم في مجال الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، ومساعدتهم في تنمية مواهبهم، ويعبروا عن إمكاناتهم، كي يعيشوا حياة هادئة، معرباً عن أمله في تحقيق الورشة أهدافها؛ من خلال تخفيف آثار الأزمة على الأسر المهجرة وأطفالها بشكل عام والقاطنين في مراكز الإيواء بشكل خاص، وتفعيل عمل المرشدين النفسيين والاجتماعيين والأطر التدريسية، للقيام بدورهم وتنظيم أنشطة متنوعة، وتزويد المشاركين بمعلومات صحيحة حول أساليب الدعم النفسي الاجتماعي.
يذكر أن الورشة الحالية تستمر لمدة يومين ويشارك فيها مديرو مدارس التعليم الأساسي، ومدارس الدمج، والمدارس التطبيقية، بالإضافة إلى موجهي الإرشاد الاجتماعي ورياض الأطفال، ومنسق الدمج، مع عدد من المرشدين الاجتماعيين والنفسيين
وقد أقيمت في محافظة طرطوس خلال يومي 23 و24 من الشهر الماضي وضمت ممثلين عن محافظات (اللاذقية – طرطوس – الرقة)، وأقيمت في السويداء خلال 29 و30 من الشهر الماضي وضمت ممثلين عن محافظات (درعا – السويداء - القنيطرة)، في حين تقام حالياً في دمشق وتضم ممثلين عن محافظات (دمشق – ريف دمشق – حمص – حماة)، فضلاً عن تنفيذ ورشات محلية وفق برنامج محدد في محافظات (حلب – إدلب – دير الزور – الحسكة).
ويتناول برنامج الورشة محاضرات حول دور المرشد النفسي والاجتماعي في تخفيف آثار الأزمة، والمؤسسات الإعلامية والثقافية والدينية في تعزيز وتنمية مفهوم الدعم النفسي للأسرة والطفل وأساليبه، والمعلومات الصحيحة عنه، بالإضافة إلى التعرف على اتفاقية حقوق الطفل والتشخيص القانوني للعنف عند الأطفال ومواجهة ازدياده في ظل الأزمات، ودور الأسرة والمجتمع المحلي في الدعم النفسي للطفل.
وأوضح رئيس منظمة طلائع البعث الدكتور عزت عربي كاتبي أهمية هذه الورشة الوطنية التي تأتي ضمن العمل التشاركي بين جميع الجهات المعنية ولاسيما وزارات التربية، والعدل، والشؤون الاجتماعية، ومنظمة طلائع البعث، والمنظمات الأخرى ،لافتاً إلى وجوب تكثيف الجهود المنتجة والمثمرة في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال ومساعدتهم على تجاوز المحنة في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها سورية، وبناء شخصيتهم بغض النظر عن معاناتهم، والتكيف مع الأزمة الحالية، وصولا إلى تجاوز الأزمة وتحصينهم من آثارها مستقبلاً. مشيرا إلى أن الفئة المستهدفة هي المرشدين النفسيين والعاملين في مجال الإرشاد الاجتماعي والتربوي، معربا عن أمله في تحقيق الورشة الغاية المرجوة وأن يترجم مايتم الحصول عليه من معلومات على أرض الواقع واستثمارها في بناء مستقبل الأطفال لأنهم أمل الوطن وبسمته..
ويشارك في أعمال الورشة ممثلين عن وزارات ( العدل - الإعلام - الأوقاف - الثقافة ) وأيضاً الهيئة السورية لشؤون الأسرة.